للعبادة المقبولة شرطين لا ثالث لهما: أن يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى، وأن يكون موافقاً لشرعه سبحانه.

الشرط الأول: النية الخالصة .. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه”.

هذا الحديث ميزان الأعمال في باطنها، فكل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله ثواب .. وفي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُثِبت عليها حتى اللقمة تجعلها في فيّ امرأتك”.

الشرط الثاني: موافقة العمل لشرع الله .. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”،

وهذا الحديث هو ميزان الأعمال في ظاهرها، فمن تقرب إلى الله بعمل لم يجعله الله ورسوله قربة إلى الله، فعمله باطل ومردود عليه.

ولنا في سلفنا الصالح القدوة في التطبيق فهذا زيد الشامي يقول: “إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب”، وعن داوود الطائي قال: “رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية”.

وكان من دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “اللهم اجعل عملي كله صالحاً، ولوجهك خالصاً”.

وقال الفضيل بن عياض: “إن الله لا يقبل من العمل إلا أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي: ما أخلصه وأصوبه؟ قال: أخلصه أن يكون خالصاً لله، وأصوبه أن يكون موافقاً لشريعة الله..”